ليلتها حاولت أن أنام جاهدة و مرت ساعات طويلة و لكنى لم أستطع أن أنام أبدا و كان من عادتى أنى اذا لم أستطيع أن أنام أن أقوم و أقرأ فى المصحف الشريف رغم أنى يمكن أن أكون لم أصلى حتى صلاة العشاء من الأساس و لكنها الموازيين كلها كانت مقلوبة عندى
بدأت أقرأ من بداية المصحف فقرأت سورة الفاتحة ثم أنتقلت الى سورة البقرة و قرأت بداية سورة البقرة و فيها صفات المتقين ثم صفات الكافرين ثم بدأت أقرأ " و من الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الآخر و ما هم بمؤمنين"
و بدأ ذهنى يلتفت الى ما أقرأ لأرى من هم الذين يقولون آمنا بالله و اليوم الآخر و ما هم بمؤمنين رغم أنه يمكن أن أكون قرأتها مرارا و تكرارا قبل هذا لكن هذه أول مرة أدقق النظر فى هذه الآيات
و بدأت أقرأ عنهم...يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخدعون الا أنفسهم و ما يشعرون...فى قلوبهم مرض و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون"....و بدأت أكره هؤلاء القوم لسوء صفاتهم ....و أقول لنفسى لماذا هم بهذه الصفات الذميمة؟؟
ثم أتت الآية التى تليها..."و اذا قيل لهم لاتفسدوا فى الأرض قالوا انما نحن مصلحون...ألا أنهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون..." و عندها شرد ذهنى بعيدا تفكرا فى الآيات
شرد ذهنى و بدأت أطبق الآيات على نفسى ...تذكرت رفضى للحجاب و قولى أن هذا ليس من الدين فى شىء....تذكرت سخريتى من الكثير من شرع الله...تذكرت بعدى عن منهج الله بحجة أن من يتبعونه ليس لديهم الأخلاق المثالية و أنى أحسن منهم خلقا
ثم عدت لأكمل الآيات...."و اذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ..قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء....ألا أنهم هم السفهاء و لكن لا يشعرون"....يا ألهى أنه أنا من تتكلم عليه الآية...يا ألهى هل القرآن يعلم طبيعة النفوس بهذه الدقة...يا ألهى كم سخرت ممن أتبعوا شرع الله...كم سخرت من الحجاب و الصلاة ..كم سخرت ممن يقول أنه لا يجوز أختلاط الرجال بالنساء...لا حول و لاقوة الا بالله
ثم أكملت"و اذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و اذا خلوا الى شياطينهم قالوا أنا معكم ..انما نحن مستهزئون" ياااه و كأن القرآن يصف حالى بدقة شديدة متناهية بالفعل كلما رأيت من يطيعون الله حاولت أن أشعرهم أنى أحب الله و أحب طاعته ثم اذا رأيت صديقاتى أخذت أسخر منهم و من تصرفاتهم و لبسهم...كم أنا متناقضة الشخصية؟؟؟
و أكملت الآيات" الله يستهزىء بهم و يمدهم فى طغيانهم يعمهون...أولئك الذين أشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين"....فأنهرت باكية هل أنتهت فرصتى ...هل لن يرضى الله عنى أبدا؟؟
لماذا وصلت الى هذا؟؟؟ هل تستحق الدنيا منى أن أخسر الذى خلقنى؟؟؟هل تستحق الدنيا و المعارف و الأصدقاء منى أن يسخر منى الله؟؟؟
يا رب ساعدنى يا رب...يا رب ساعدنى لكى أغير من نفسى و اتوب اليك
ثم فتحت تفسيرا للقرآن لأعرف أن هذه هى صفات المنافقين....سبحان الله كم أنا أكره المنافقين و الآن أجد نفسى منهم أعذب فى الآخرة بصديد أهل النار
و من يومها بدأت مرحلة جديدة فى حياتى...تعهدت على نفسى أن أطيع الله و لا أسخر من شرعه أبدا و أن أطبق شرعه و لو خسرت جميع صديقاتى ...عاهدته أن أتوب حتى يتوب على
اللهم تب علينا
منقول